ارتبطت المعاجم ودوائر المعارف، طوال التاريخ، بحركة الفكر التنويري، ولهذا ظهر الموسوعيين في عصر التنوير الأوروبي - في القرن الثامن عشر - من المفكرين الفرنسيين الذين أثروا التيار التنويري: ديدروا، وروسو، وفولتير، وهلباخ... وغيرهم، ومن هنا أيضاً اهتم المسلمون إبان ازدهار حضارتهم بكتابة المعاجم - لغوية، أو تاريخية، أو دينية - فكتب الشهرستاني في (الملل والنحل) عن الصائبة، والمجوس، وعبدت الأوثان، وعبدت الكواكب، ومعتقدات الهنود.. إلخ

ويجيء هذا المعجم عن "ديانات وأساطير العالم" ليسهم في حركة التنوير العربي المعاصرة، ويسد فراغاً لاشك فيه في المكتبة العربية، بما يقدمه من تعريفات للمصطلحات والأفكار والديانات والأساطير عبر تطور الإنسان منذ أقدم العصور حتى يومنا الراهن، وهو عمل غير مسبوق في اللغة العربية في عصرها الحديث، وهو موجه للقارئ العادي، وللمثقف، وللباحث المتخصص على حد سواء، بل ولكل من يريد أن يلم بطرف عن ديانات الإنسان المختلفة وأساطيره المتنوعة: ففيه أساطير الإنسان البدائي ودياناته، فضلاً عن أساطير اليونان، والرومان، والمصريين القدامى، والبابليين، والسومريين، والفينيقيين، والأساطير الأوروبية - لاسيما في البلاد الاسكندنافيه - وديانات أفريقيا، وأسيا، والأمريكتين.. إلخ.

هذا هو المجلد الأول من الموسوعة الكبرى في ديانات وأساطير العالم من حرف (أ - حتى - ف) باللغة الأجنبية (A-F) مع فهرسه للمصطلحات بالأبجدية العربية.